تفسير ابن أبي زمنين

ابن أبي زمنين القرن الرابع الهجري
Compartir Añadir Enterpreta

página 1

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ١

تفسير فاتحة الكتاب وهي مكية كلها .

[ باب ] ما جاء في بسم الله الرحمن الرحيم
قال يحيى : حدثني أبو أمية بن يعلى ، عن قتادة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا نكتب : باسمك اللهم زمانا ، فلما نزلت { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } [ الإسراء : 110 ] كتبنا : بسم الله الرحمن ، فلما نزلت : { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } [ النمل : 30 ] كتبنا بسم الله الرحمن الرحيم .
يحيى : وحدثنا الحسن بن دينار ، عن الحسن البصري ، قال : لم تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } في شيء من القرآن إلا في هذه الآية : { إنه من سليمان . . . } ويجعله مفتاح القراءة إذا قرأ .
يحيى : وحدثني أبو الأشهب ، عن الحسن ، أنه قال : هذان الاسمان من أسماء الله ممنوعان ، لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما : الله ، والرحمن .
قال محمد : قيل : الجالب للباء في باسم الله معنى الابتداء ، كأنك قلت : أبدأ باسم الله .

ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ٢

قوله : { الحمد لله } حمد نفسه ، وأمر العباد أن يحمدوه ، والحمد : شكر النعمة . { رب العالمين } العالمون : الخلق .

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ٣

مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ٤

{ ملك يوم الدين } قال قتادة : يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم . قال محمد : معنى { الدين } في اللغة : الجزاء ، ومن كلام العرب : دنته بما صنع ، أي جازيته[7] .
قال يحيى : من قرأ { ملك }[5] فهو من باب : الملك ، يقول : هو ملك ذلك اليوم[6] .
وأخبرني بحر السقاء ، عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرءونها : { مالك يوم الدين } بكسر الكاف ، وتفسيرها على هذا المقراء : مالكه الذي يملكه .
وقرأ بعض القراء : " مالك " بفتح الكاف[7] يجعله نداء ، يا مالك يوم الدين .

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥

{ إياك نعبد } قال محمد : معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع ، ومن هذا يقال : طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة المشي عليه[8] .

ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ٦

{ اهدنا } أرشدنا { الصراط } الطريق .

صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ٧

{ صراط الذين أنعمت عليهم } بالإسلام { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [ قال الحسن ] { المغضوب عليهم } : اليهود ، والضالون : النصارى[9] وهذا دعاء أمر الله رسوله أن يدعو به ، وجعله سنة له وللمؤمنين . قال محمد من قرأ { غير } بالخفض فهو على البدل من " الذين " وجاز أن يكون على النعت .